في لحظة تاريخية ستُسجل بأحرف من ذهب في سجلات الكرة العالمية، ارتفع النشيد الوطني المغربي في ملعب بعيد عن الديار، حاملًا معه أنفاس ملايين المشجعين في الوطن والعالم العربي، معلنًا تتويج المنتخب الوطني المغربي لكرة القدم تحت 20 سنة بلقب كأس العالم. جاء هذا الإنجاز تتويجًا واقعيًا للعمل الدؤوب والاستراتيجية الملكية الحكيمة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، التي جعلت من تطوير الرياضة الوطنية ركيزة أساسية، لتدخل الفرحة كل بيت مغربي وتُشعل شموع البهجة والتحدي في قلوب أبناء الأمة الوفية.
الاستراتيجية الملكية: البوصلة التي قادت إلى المجد
لم يكن هذا الإنجاز وليد الصدفة، بل هو ثمرة رؤية استراتيجية واضحة المعالم. لطالما أولى صاحب الجلالة الملك محمد السادس الرياضة الوطنية عامة، وكرة القدم خاصة، عناية فائقة، مؤمنًا بأنها قاطرة للتنمية ووسيلة لتعزيز مكانة المملكة على الخريطة العالمية. لقد تحول الحلم إلى واقع ملموس عبر:
· الاستثمار في البنية التحتية: بناء مراكز تكوين وتدريب على أعلى المستويات العالمية تعتبر أكاديمية محمد السادس لكرة القدم أهم تجلياتها .
· العناية بالشباب: إطلاق برامج رائدة للبحث عن المواهب في جميع ربوع المملكة و صقلها كما أوساط الجالية المغربية بالخارج لاعبين و أطر تقنية و كفاءات .
· الدعم المعنوي والمادي اللامشروط: الذي كان حافزًا أساسيًا للاعبين والجهاز الفني والإداري لتحقيق المستحيل.
ملحمة العالم: مسيرة الأبطال من مراكش إلى القمة
شق المنتخب الوطني المغربي طريقه إلى القمة عبر مسيرة ملحمية حافلة بالتحديات، حيث أطاح بأعرق المدارس الكروية وأقواها، مكذبًا بذلك كل التكهنات والتوقعات:
بداية قوية: انطلقت الرحلة بتجاوز دور المجموعات بصدارة تثير الإعجاب.
مواجهة العمالقة: في أدوار خروج المغلوب، استمرت حكاية الأبطال بإسقاط منتخبات عريقة بدأً بإسبانيا، تلاها التغلب على البرازيل في عرض مذهل.
الوصول إلى النهائي: في المباراة النهائية، واجه الأسود الشباب بطل العالم لست مرات، منتخب الأرجنتين، ليخوضوا مواجهة صعبة انتهت بتتويجهم بلقب العالم.
مراكش تهدي العالم أربعة من أبنائها الأبطال
لا يمكن الحديث عن هذا الإنجاز دون التوقف عند إسهام عاصمة النخيل، مراكش، التي قدّمت أربعة من أبنائها البررة كانوا عمادًا أساسيًا في هذا الإنجاز. وقد كان لنادي الكوكب الرياضي المراكشي شرف المساهمة في هذا الإنجاز من خلال أحد أبرز نجوم البطولة، اللاعب يونس البدراوي، الذي كان أداؤه استثنائيًا طوال المسيرة، ممثلًا بجدارة الرافد الذي تمدنه مراكش وأنديتها لتخريج جيل ذهبي قادر على المنافسة العالمية.
شموع الفرحة والتحدي
إن هذا الإنجاز ليس مجرد لقب يُضاف إلى رصيد الكرة المغربية، بل هو رسالة قوية إلى العالم بأن الإرادة والعمل الجاد والرؤية الثاقبة قادرة على صنع المستحيل. لقد أضاء الشباب المغربي شموع الفرحة في قلوب كل المغاربة، وشموع التحدي لأجيال قادمة، تثبت أن العرب قادرون على صناعة التاريخ وكتابة المجد بأقدام أبنائهم الموهوبين، مدعومين بإرادة قيادة حكيمة وشعب وفي لا يعرف سوى العلياء.














